الكلمة التي هي سر فوزنا في الدنيا و الآخرة
ان لكل امر مفتاح و سر يفتح به فتاملت في كتاب الله و سنة نبيه عن سر نهضتنا و كرامتنا و فوزنا في الدنيا و الآخرة فتوصلت للآتي :
ان اول كلمة افتتح الله بها كتابه العزيز هي ( الحمد لله )
و قال تعالى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم )
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )
و روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر )
و
روى البخاري من رواية أبى سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : ( يا معشر النساء
تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : (
تكثرن اللعن وتكفرن العشير)
و ديل كارنجي رئيس علم الادارة الحديث يقول : بذر من الشكر اي اكثر من الشكر
ان الله منزه عن العبث فكل شئ عنده بقدر و مقدار فكلمة الحمد التي افتتح الله بها القراآن الكريم لها دلالت كثيرة و اسرار عظيمة
و
معنى الحمد اوسع من الشكر فالشكر معناه الاعتراف بالجميل لمن اسدى اليك
معروفاً بينما الحمد معناها الاعتراف بالجميل لمن نالك نصيب من معروفه بشكل
مباشر أو لم ينلك
و اريد ان اركز حول هذا الامر فيما يخص الحكومات و
الادارات لأهميته و لاختلاط الفهم فيه و كثرة اللغط حوله بسبب نهج معظم
حكومات الدول الاسلامية النهج العلماني الديكتاتوري الذي يتم فيه فصل الدين
عن الدولة و فرض الرؤية الواحدة و هذا النهج سوف يؤثر على افراد المجتمع
فكريا و سلوكيا فينتج التطرف في الفكر و السلوك و من جملة هذا التطرف ،
التطرف في الشكر و الثناء
فاحيانا نجد اناس يستهينون بهذه الكلمة
فيبذلونها في غير موضعها فيبالغون في الشكر و الثناء على القوي و صاحب
السلطة الذي لا يستحق ذلك بسبب عدم وجود نتائج ايجابية ملموسة على ارض
الواقع تستحق كل هذا التصفيق و الهتاف الذي هو شكل من اشكال الثناء و الشكر
و هؤلاء يبخلون بالشكر و الثناء لمن يستحق ذلك اذا لم يكن له سلطة عليهم او لم يكن لهم مصلحة عنده
و
هؤلاء يعطون اصواتهم الانتخابية للقوي و صاحب السلطة و المال و على اساس
المحسوبيات دون النظر الى كفاءته لهذا المنصب لأن الصوت الانتخابي هو عبارة
عن تزكية و اعتراف بفضل و اهلية هذا الشخص الذي ينتخبه
و هذه الافعال تؤدي الى ظهور الديكتاتوريات و الطغاة و الى استلام المناصب بغير الاكفاء اي ظهور الفساد
لأن
الطغاة يظهرون و يتسلقون على اكتاف الشعوب الخانعة التي تصفق و تهتف متى
طلب منها ذلك و دون ان تفكر لماذا تفعل ذلك و على ماذا ؟؟ و هل هذا الامر
يستحق كل هذا التصفيق و الهتاف ؟؟؟
و بالمقابل نجد اناس يبخلون بالشكر و
الثناء على من يستحقها فهذه الكلمة ممسوحة من قواميسهم فلا هم لهم سوى
توزيع الاتهامات و الذم يمينا و شمالا و من امامهم ومن خلفهم فلا يكاد يسلم
منهم احد كردة فعل متطرفة على افعال الذين يستهينون بالشكر و الثناء و
يضعونه في غير موضعه
و هؤلاء ضرهم لا يقل عن ضرر الطرف الآخر لأنهم
يخلطون الاوراق و ينزعون الثقة بين افراد المجتمنع و الامة و يخلقون جيلا
مضطربا حائرا متشاءما محبطاً بلا هدف غير مبالي ليس لديه شعور بالمسؤولية
و هؤلاء نتيجة شعورهم بالياس و الاحباط ربما يصل بهم الامر الى استحلال الدماء البريئة
و
الوسطية و الاعتدال ان يبذل الشكر و الثناء و التزكية لمن يستحق و
بالمقدار الذي يستحق بعيدا عن الانتماءات و العصبيات و الاهواء و لمن نتفق
معه بالراي و لمن نختلف معه و للصديق و للبعيد فالبشكر تدوم النعم و تزداد
و للشكر اشكال عديدة منها قولية و منها فعلية
فعندما
تتحقق الشعوب الاسلامية بجوهر (الحمد لله ) بحيث ترى ان المنعم و المتفضل
الحقيقيي بكل شئ هو الله سبحانه و تعالى تنتفي الديكتاتوريات و تسود
الحريات
و عندما تتحق بالشكر لبعضها و لكل من يجري الله الخيرعلى يديه
سواء كان صديق او غيره يبارك الله لنا في النعم و تزداد فتنمو القيم و
الاخلاق في المجتمع فيسود التفاؤل و التسامح و حسن الظن و المروءة و المحبة
فيزداد المجتمع تماسكا فتظهر فيه الفضيلة و تختفي الرذيلة و يقل الفساد
فينتعش الاقتصاد و تزداد عملية التنمية و يتم فرز القيادات الفعلية عن
الزائفة و تصبح علاقاتنا جيدة مع الآخرين و بالتالي نضع أقدامنا على الطريق
الصحيح باتجاه التقدم و الحضارة و الازدهار و تصبح لنا مكانة و احترام بين
الامم
هذا في الدنيا و في الآخرة الفوز برضا الرحمن و جنته ان شاء الله